الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آلـه و صحبه أجمعين
أمــا بــعــد :.
الإجازة الصيفية ؛ موسم للأفراح و موسم للأعراس و المناسبات و موسم للسفر والسياحة
بل هو موسم لعمل كل ما يريده الواحد منا والذي قد لا نستطيع القيام به في ثنايا الموسم الدراسي
لكنه أيضاً و للأسف
موسم لاصطياد الفرائس البشرية وافتراسها من دون أي رحمة لهم
فمع إطلالة هذا الموسم يُــعــدّ الصيادون عدّتهم من أجل اقتناص هذه الفرائس البريئة
التي ليس لها أي ذنب إلا أنها لم تحسن التصرف في مثل هذه المواقف و الأوقات
أو أنها أحسنت الظن في كل من حولها فأعطت كل من حولها ثقتها الكاملة
أو أنها لم تجد من يوجهها التوجيه السليم من الآباء و المربين
أخوتي الكرام الفاضل:
في موضوعي هذا لن أتكلم عن الشباب و حالهم في الإجازة .. فهذا الموضوع قد ملّ الجميع من ذكره !!
ولن أتكلم عن حال كثير من الأسر وسفرها لأماكن الفتنة و الحرام ليكون الأبناء هم الضحية .. فهذه قضية أشبعت من قبل !!
ولن أتطرق لأهمية الوقت وكيفية استغلاله بما هو مفيد و نافع .. فهذا الجانب كثرة فيه الخطب والمؤلفات والمواعظ والمحاضرات !!
!!! فموضوعي سيتناول أمر خطير و طامة كبرى و سلاح فتاك و مدمر يغفل عنه الكثير منّا وللأسف !!!
( موضوعي هو كما قرأ الجميع بعنوان : غرفة تغيير الملابس )
نعم أخوتي الكرام : فكما ذكرت سابقاً نحن في موسم تكثر فيه الأفراح والأعراس و المناسبات المختلفة
وكل هذا بالطبع يتطلب من النساء التجديد في الأزياء والموديلات كما جرت عادة كثير من النساء على ذلك
ليست هذه المشكلة .. !! نعم ليست هذه المشكلة .. !! فالزينة مطلوبة ومستحبة إذا كانت في حدود الشرع
لكن المصيبة والطامة ما نجده في كثير من المحلات و المجمعات بقيامهم بتوفير غرفة لتغيير الملابس
لكي تجرب المرأة الموديل و تتأكد من المقاسات وقد يجعلونها من مميزات و خدمات المحل
وتدخل تلك المسكينة لهذه الغرفة بكل براءة ( بل بكل حماقة وللأسف ) وهنا يقع المحذور !! و عندها تقع المصيبة !!
لأنها نست أو تناست أن الذئاب والوحوش لن يتركوها في حالها مهما كلفهم الأمر
وسيبذلون كل جهدهم وأموالهم و أوقاتهم من أجل أن يفترسونها ويهتكون عرضها بأي طريقة كانت
فالكثير من هذه الأماكن وللأسف تحتوي على كاميرات صغيرة جداً جداً
فإذا لم تكن من صاحب المحل نفسه فهي من وحوش و ذئاب آخرين
فتوضع في مكان لا يمكن أن ترى فيه هذه المسكينة تلك الكاميرا
لكي تشعر المرأة بالأمان والستر عند دخولها في الغرفة وتتصرف كما لو كانت في بيتها
نعم .. !! تتصرف كما لو كانت في بيتها .. !! واللـبـيـب بالإشارة يفهمُ .. !!
!!! وبالطبع وبدون أي جدال فالكاميرا الموجودة في الغرفة تقوم بدورها على أكمل وجه وللأسف !!!
فتخرج المرأة بكل براءة و قد وقع المحذور و حصلت الفاجعة و المصيبة وهي لا تعلم بمصيرها المجهول
فما هي إلا أيام معدودة فقط .. وبعدها تتفاجئ المرآة بانتشارها في كل جوال و كل موقع لهؤلاء الذئاب
وكل هذا بسبب براءة هذه المرأة أو بمعنى أصح بسبب حماقتها و سذاجتها الزائدة
وبسبب كسل الزوج أو الأب أو الأخ عن الرجوع إلى البيت أو إلى أقرب فندق في حال السفر
أو مــن أجل توفير الوقت و اختصار المسافة !! وما علمت أن هذه الدقائق سوف تكلفها الكثير
أخوتي الكرام :. قد يظن البعض أني مبالغ وقد يقول البعض أني مخطأ ومجحف في حق هذه المحلات
فالكثير من أصحاب هذه فيه الخير الكثير ولا يمكن أن يقوم بهذا التصرف
لكن أقول: أن الواقع المر و الحقيقة المؤلمة هي التي تفرض هذه الحال وتجبرني على هذا الطرح
فلقد انتشر في الآونة الأخيرة مثل هذه الأحداث والمآسي والمقاطع التي هتكت الأعراض و هدمت البيوت
ولكي يعلم الجميع بمدى خطورة هذا الأمــر سـأضع بين أيديكم الآن صورة حقيقة و واقعية
لإحدى الفتيات العربيات التي وقعت في هذا الفخ الخطير وتم تصويرها
وانتشرت صورتها مع اسمها كاملاً في كثير من المنتديات والمواقع
لتكون إحدى ضحايا هذه الغرف المزعومة ولا حول ولا قوة إلا بالله
ولقد تم تحرير كل ما ظهر منها ابتعاداً عن المحذور الشرعي
مع أن صورتها انتشرت بكل وضوح صوت وصورة وللأسف
.. وفي الختام ..
وبعد كل هذا يبقى دور الجميع في الحد من هذه الظاهرة المؤلمة
والتحذير من هذا الفخ الخطير لكي لا يقع الفأس في الرأس
وبعدها لا ينفع الندم
وأعتذر للجميع على الإطالة .. لكن حساسية الموضوع هو من أجبرني على ذلك
كما أسجّل اعتذاري الشديد على وضعي للصورة .. لكن من أجل أن يعرف الجميع حجم الخطر المتوقع
وتقبلوا أرق و أعذب و أرقى و أسمى التحايا
شكرا